العدد السادس والعشرون، تناولت هذه الدراسة بشكل شامل العلاقة المتزايدة بين تكنولوجيا الاتصالات والعلاقات الدولية، من خلال تحليل دور الشبكات المتطورة في صياغة موازين القوى العالمية. استُعرضت في البداية نظرية "التكنوبولوتيكا" التي تفسر كيف تُستخدم التكنولوجيا كأداة نفوذ سياسي واستراتيجي، ثم تم توضيح كيف أصبحت تقنيات الاتصالات الحديثة جزءًا من التنافس الجيوسياسي، لا سيما بين القوى الكبرى. كما أُلقي الضوء على تطور شبكات الاتصالات عبر التاريخ، ودور كبار مشغلي الشبكات في التأثير على البنية الرقمية العالمية. وخصصت الدراسة جزءًا مهماً لتحليل الموقف الأمريكي من تصاعد النفوذ الصيني في هذا المجال، خاصة فيما يتعلق بشركة هواوي، حيث تناولت السياسات الأمريكية التضييقية والتباين في وجهات النظر داخل الولايات المتحدة بشأن التعامل مع التكنولوجيا الصينية. كما ناقشت الدراسة التنافس الدولي في تقنيات الشبكات، خاصة شبكات الجيل الخامس، من خلال المبادرات والتحالفات الدولية وجهود توحيد المعايير. وفي القسم الأخير، تم التركيز على الاستخدام العسكري المحتمل لشبكات الجيل السادس، مع استعراض أوجه التنافس العسكري-التكنولوجي بين الولايات المتحدة والصين، واستشراف مستقبل هذا الصراع في ظل التحولات التكنولوجية المتسارعة. واختُتمت الدراسة بالتأكيد على أن الاتصالات لم تعد مجرد بنية تحتية خدمية، بل أصبحت مكونًا جوهريًا في معادلات النفوذ والصراع في النظام الدولي المعاصر.