يتناول هذا العمل مسيرة تشكّل مفهوم الجنوب العالمي وتطوره في سياق التحولات الكبرى التي عرفها النظام الدولي منذ منتصف القرن العشرين. ينطلق من تحليل جذور الانقسام بين الشمال المتقدم والجنوب النامي باعتباره انقساماً بنيوياً يتجاوز الجغرافيا ليعكس فجوات واضحة في التنمية والقدرة والتكنولوجيا والتمثيل داخل مؤسسات الحكم العالمي. وتستعرض الدراسة الأسس النظرية التي قدّمت تفسيراً لهذا التفاوت، بما في ذلك نظرية المركز والأطراف ونظرية التبعية التي أبرزت استمرار أنماط الهيمنة الاقتصادية والسياسية بعد نهاية الاستعمار التقليدي.
كما ترصد الدراسة المراحل التاريخية لبناء القوة في الجنوب، بدءاً من مؤتمر باندونغ (1955)، مروراً بـ حركة عدم الانحياز ومجموعة الـ77، وصولاً إلى صعود تكتل البريكس الذي بات يمثل محاولة جادة لإعادة توزيع النفوذ داخل النظام الاقتصادي العالمي. وتناقش كذلك آفاق صعود دول الجنوب في ظل التحولات الجارية في ميزان القوى الدولي، وما يرافقها من تحوّل في أنماط التعاون والصراع.
وتخلص الدراسة إلى أن فرص الجنوب العالمي في إعادة التموضع الدولي مرهونة بقدرته على الانتقال من التنسيق السياسي إلى التكامل الاقتصادي، وبناء نموذج حضاري وتنموي بديل قادر على إحداث توازن أكبر في بنية النظام العالمي.
top of page
وحدة SKU: 2616-583X-28
3.00$ سعر عادي
2.70$سعر البيع
bottom of page








